يستعيد محمد أبو ميزر (أبو حاتم) محطات من التاريخ الفلسطيني المعاصر، ويكشف من خلال هذا الحوار كثيرًا من الزوايا الظليلة في تجربة حركة فتح، ويميط اللثام عن بعض الأسرار المتوارية استنادًا إلى التجربة الشخصية الطويلة لأبي حاتم في إطار الحركة، التي تسلّم مهمات الإعلام ثم العلاقات الخارجية فيها. كما يستعيد أبو حاتم وقائع وحوادث وسِيَر أشخاص كان لهم الشأن البارز في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، ويروي تفصيلات أيامه منذ أن أطل على الدنيا في القدس حتى عودته الموقتة إليها بعد غياب قسري طال أربعين سنة.
يغطّي الجزء الثاني منه ما دوّنه أكرم زعيتر من يوميات بين عامي 1962 و1965، مستذكرًا وقائع وأحداثًا سياسية ومنعطفات تاريخية شهدتها المنطقة العربية، قبل حرب عام 1967، حينما كان شاهدًا على أسوأ مراحل الانقسامات والصراعات بين الدول العربية؛ إذ كان سفيرًا للأردن في سورية بين عامي 1962 و1963 في فترة الانفصال عن الوحدة السورية – المصرية، والتي أعقبتها فترة الانقلابات العسكرية، والخلافات بين البعثيين والناصريين، ثم انتقل سفيرًا في طهران وكابُل بين عامي 1963 و1965، قبل أن يصبح وزيرًا للخارجية الأردنية في عام 1966.
يدوّن زعيتر في الجزء الأول منه يومياته ما بين عامي 1949 و1961، من وقائع ما بعد نكبة فلسطين عام 1948، وسعيه الدؤوب إلى تحقيق الوحدة السورية – العراقية، ومن ثم محاولاته لتحقيق الوحدة العراقية – الأردنية، مستعرضًا أبرز الأحداث التي وقعت خلالها انقلابات عسكرية، وثورات، ومقاومة الأحلاف العسكرية الاستعمارية، والوحدة المصرية – السورية، وصولًا إلى تخلّيه عن الجنسية السورية، والتحاقه بالعمل العام في الأردن ضمن الوفد الأردني في الأمم المتحدة عام 1961.
“وكان كل شيء يلبس ثياب الآخر
حتّى أنّ الفزّاعة التي تُطيّر الطيور ليست ثوب أمّي
ومطرة الماء لبست فانيلة أبي الداخليّة
ومانويلة ماتور الماء لبست رجل بنطلون أبي
وعمي الضخم لبس فروة النعجة الضئيلة
وأنا لبست مريول أختي الراحلة
وذهبت به إلى المدرسة”
كرّس رائد وحش مجموعته هذه لتناول موضوعة الموت من زوايا عديدة، في بحثٍ شعريّ يرمي إلى تقديم مقاربة خاصّة للموت، حيث تسأل القصائد: ما الموت فعلًا؟ هل له جسد وملامح وشخصيّة؟ كيف وبماذا يفكر؟ ماذا يريد؟ هل ثمة حقًّا سيناريو مرسوم سلفًا لرحلة الميّت إلى عالم آخر؟ هل يجري ذلك كما قالت به الأساطير أو الأديان؟ أم أنّ هناك قصّة أخرى؟
في المجموعة ست قصائد، أربع منها طوالٌ، إلا أن هذه القصائد كلها تتقاطع في قصصها وشخصيّاتها في القصيدة الأخيرة، التي تلتقي فيها كل الشخصيّات، وتنتهي إليها كل الخطوط الحكائية التي فُتحت على مدار الصفحات.
أشياء كثيرة تتداعى في زمن الحرب، إلا الحبّ، كما لو أنَّ رجاء غانم تعيدُ كتابة حياةٍ ننسى فيها أننا قد نكون قتلى على صفحات الجرائد الأولى. بل تواجه الحرب وأشياءها بأشياء الحبّ على قلّتها وبدافع من الأحمر
يسير بنا الشاعر ياسر خنجر على طريقٍ وعرٍ، لا ينتصف ولا ينتصف فيه شيء، حيث تواجهنا منذ القصائد الأولى تلك التفاصيل التي تئنّ تحت وطأة واقع مرير، كما لو أنّها تنفلت من قبضة حديديّة محكمة، لتصرخ في وجه العالم، ويمنحها الشاعر صوته وإيقاع كلماته التي تمضي كنهر هادئ لا يتوقّف في السير نحو مصائره الشعريّة المتعدّدة.
تكتب الشاعرة أسماء عزايزة، انطلاقًا من معرفة شعريّة وحميمة بقصائدها، مزيج من الصور المكثّفة والمشاهد البصريّة، والاعترافات الخاصّة، والحكايات القديمة، والذكريات والأصدقاء والآباء والأنبياء والمدن المنكوبة وتلك المستحيلة، بين حلم جريء وواقع عنيد، لا تغادرنا الدهشة ونحن نمضي من قصيدة إلى أخرى ونحاول فعلًا أن نصدّق أسماء وهي تضيف أنّ “الطريق إلى الفرح تمرّ حتمًا بجهنّم”.
انطلقت إشكالية البحث من ملاحظة أولية تتمثل في إضفاء حركة مقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها (المعروفة بـ BDS) أولوية على الطرق عبر دول الشمال العالمي كالولايات المتحدة، في حين أن السياقات الفلسطينية والعربية تعدّ أساسية وتشهد تطبيعاً رسمياً مطرداً. فيطرح الكتاب تساؤلات بشأن صحة ذلك من خلال مناقشة نشاط حركة المقاطعة في فلسطين ومجتمعات عربية وأوروبية وفي الولايات المتحدة.
وتتصل بإشكالية البحث المذكورة موضوعات كطبيعة الفئات الاجتماعية التي تشكل حركة المقاطعة، وعلاقة الأخيرة بقيم الحرية والديمقراطية والعدالة، وبالنضالات الفلسطينية والعربية والعالمية المتنوعة، فضلاً عن علاقة الحركة بإسرائيليين مناهضين للصهيونية. كما يناقش الكتاب جوانب من تأثر بعض الدول بالمقاطعة.
تتناول هذه الدراسة سياسة إسرائيل في منطقة الأغوار التي تمارس فيها سياسة الضمّ بالأمر الواقع، فتقيم عليها المستوطنات وتستفيد من مواردها المائيّة لسد حاجتها، وتنشئ على أرضها الخصبة المزارع والمصانع الخاصّة بتصنيع الإنتاج الزراعي وإعداده للتصدير. لذلك، تُدرج إسرائيل منطقة الأغوار في صلب استراتيجيّتها الاستعماريّة، الأمنيّة والاستيطانيّة، باعتبارها جزءًا من المنطقة “ج” التي تخضع، بحسب اتفاق أوسلو، لسلطات الاحتلال الكاملة، وتعتبرها بوّابة الدفاع عن حدودها الشرقيّة.
يعالج الكتاب الأحداث والتطوّرات التي مرّت بها يافا في الفترة 1799-1831، فيتطرّق إلى حكّام المدينة ودورهم في اٍعمارها، وإلى الأوضاع المحليّة والمِنطَقيّة التي عرقلت، أو ساعدت، في دعم حركة الازدهار والنمو. كذلك يعرض الكتاب مقوّمات يافا الاقتصاديّة وعوامل تطوّرها في هذا المجال؛ فبسبب وفرة المياه والتربة الخصبة، كانت إحدى المناطق الزراعيّة الأكثر ازدهارًا في فلسطين؛ وبسبب موقعها ومينائها أصبحت مركزًا للتجارة الداخليًة بين فلسطين وسوريّة، وللتجارة الخارجيّة مع كل من مصر وأوروبا، وهذا ما جذب إليها المهاجرين من مختلف المناطق الداخليّة، ومن أرجاء الإمبراطوريّة العثمانيّة كافّةً.
يشمل هذا الكتاب الفريد مذكّرات وسيرة المحامي حنّا نقّارة، أحد أبرز المحامين الفلسطينيّين المخضرمين الذين عايشوا القضيّة الفلسطينيّة منذ الانتداب، مرورًا بالنكبة وما بعدها. كما يتضمّن الكتاب خطابات نقّارة، ومسحًا لأعماله ونشاطاته السياسيّة والإنسانيّة ودوره في معركة الدفاع عن الأرض وعن حقوق الفلسطينيّين في الداخل.
قراءة تاريخيّة جديدة وجادّة في أحوال الإدارة العثمانيّة والمجتمع المحليّ في لواء القدس في أوائل القرن التاسع عشر (1799-1831). وقد شهدت تلك الفترة أحداثًا على جانب كبير من الأهميّة، أوّلها الحملة الفرنسيّة التي قادها نابليون بونابرت من مصر إلى فلسطين سنة 1799، وآخرها حملة إبراهيم باشا، ابن محمد علي حاكم مصر. وتلقي هذه الدراسة الأضواء على بنية المجتمع في القدس ونواحيها وعلاقات النخب المحليّة بالإدارة العثمانيّة المركزيّة، ودورها المهم في الإدارة المحليّة للمنطقة. وهذا الدور للسكان العرب في حكم أنفسهم خلال تلك الفترة يسمح بإطلاق صفة الحكم الذاتيّ للأهالي، وخصوصًا في المناطق الجبليّة، مثل ألوية نابلس والقدس والخليل. وهذا الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قُدّمت إلى الجامعة العبرية سنة 1986، وتمّت ترجمتها وإعادة صوغها لتُنشر باللغة العربيّة.
يستعرض الكتاب قرارات المحكمة في القضايا المتعلّقة بالمساس بحقوق الفلسطينيّين، ويرسم صورة شاملة لكيفيّة إسباغها الشرعيّة القانونيّة على الأنشطة العسكريّة التي تقوم بها قوّة احتلال، وعلى الأسلوب الذي استخدمته من الناحية القضائيّة لتبرير استمراره، حيث يورد معلومات مفصّلة عن قرارات الحكم التي أصدرها القضاة أنفسهم، وكما تمّ تسويغها، من خلال وصف الوقائع وتحليل الوضع القضائيّ بمنظور القضاة ومن وجهة نظرهم.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك منشوراتنا
جميع الحقوق محفوظة لدار ليلى 2022