قراءة تاريخيّة جديدة وجادّة في أحوال الإدارة العثمانيّة والمجتمع المحليّ في لواء القدس في أوائل القرن التاسع عشر (1799-1831). وقد شهدت تلك الفترة أحداثًا على جانب كبير من الأهميّة، أوّلها الحملة الفرنسيّة التي قادها نابليون بونابرت من مصر إلى فلسطين سنة 1799، وآخرها حملة إبراهيم باشا، ابن محمد علي حاكم مصر. وتلقي هذه الدراسة الأضواء على بنية المجتمع في القدس ونواحيها وعلاقات النخب المحليّة بالإدارة العثمانيّة المركزيّة، ودورها المهم في الإدارة المحليّة للمنطقة. وهذا الدور للسكان العرب في حكم أنفسهم خلال تلك الفترة يسمح بإطلاق صفة الحكم الذاتيّ للأهالي، وخصوصًا في المناطق الجبليّة، مثل ألوية نابلس والقدس والخليل. وهذا الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قُدّمت إلى الجامعة العبرية سنة 1986، وتمّت ترجمتها وإعادة صوغها لتُنشر باللغة العربيّة.
ضمن أهميّته التاريخيّة، يشكّل هذا الكتاب وثيقة تبرز اهتمام بريطانيا في اليهود بفلسطين منذ تلك الفترة، أي قبل عقود طويلة من وعد بلفور (1917) وصكّ الانتداب (1922)، من خلال الهوس الذي يبديه المؤلّف بهم، وبذلك يُشير إلى جذور ذلك الاهتمام وطابعه العقائديّ-الدينيّ المرتبط بالتيار الأنغليكانيّ-المحافظ والأصوليّ الغربيّ.
يعالج هذا الكتاب، بشكل تفصيليّ ومنهجيّ، الدور الكارثيّ الذي أدّاه مشروع تقسيم فلسطين العربيّة خلال ثلاثينات وأربعينيّات القرن الماضي في سياسة كلّ من بريطانيا والولايات المتّحدة. كتبه المؤرّخ الكبير د. وليد الخالدي.
تقدّم هذه القراءة الجديدة في تاريخ فلسطين منذ القرن الثامن عشر حتى الحرب العالمية الأولى بديلاً أصيلاً من القراءات النمطيّة والتعميميّة الشائعة. ويكشف الكتاب جذورًا متعدّدة لبداية الحداثة في فلسطين، التي لم تنجم عن أحداث محدّدة، وإنّما أتت كنتيجة تراكميّة لتطوّرات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة حدثت في القرن الثامن عشر، واستمرّت طوال العهد العثمانيّ. ومع أنّ فلسطين لم تكن تشكّل وحدة إداريّة أو سياسيّة واحدة طوال هذه الفترة، إلا إنّ تاريخ ألويتها وجماعاتها المتعدّدة يبيّن تماسكًا مدهشًا، وهذا التماسك يشكّل أساس المجتمع الفلسطينيّ الحديث.
الطبعة الثانية عشرة للكتاب الموسوعيّ والدراسة الجادّة والشاملة للمؤرّخ د. عبد الوهاب الكيالي عن تاريخ فلسطين والنضال الفلسطينيّ خلال النصف الأوّل من القرن العشرين، مقدّمًا لمحة جغرافيّة وتاريخيّة عامّة، ثمّ يتطرّق لكلّ المراحل ويتوقّف عندها، منذ ما قبل الحرب العالميّة الأولى مرورًا بالاحتلال البريطاني والثورة الكبرى وصولًا للنكبة عام 1948. هذا الكتاب هو ثمرة جهد حثيث متواصل استغرق ما ينيف عن خمس سنوات لرصد تاريخ فلسطين الحديث، ونضال شعبها المكافح، من خلال البحث في الوثائق البريطانية السرية والوثائق الصهيونية والمصادر العربية الأولية، أي المصادر والمراجع الأساسية التي لم يُتح للمؤرخين الدارسين الاستفادة منها.
كتاب موسوعيّ لتاريخ قرية الرامة، انطلق بالعمل عليه الكاتب الراحل د. أديب القاسم حسين قبل أكثر من أربعين عامًا، معتمدًا على أوراقه العائليّة والأرشيفات والمقابلات والمصادر الأوليّة، لتستكمل ابنته الكاتبة نسب أديب حسين مهمة والدها فيرى هذا الكتاب النور أخيرًا. حواريّة بحثيّة بين روح الأب وابنته، وسفر في ذاكرة المكان وإنسانه، ومسعى لسرد رواية جمعيّة حيّة لقرية الرامة.
من خلال أوراق الخوري الأبّ سمعان نصّار، صاحب “المكتبة العصريّة” في الناصرة التي لم تكن مجرد متجر لبيع الكتب والمجلات بل ملتقى فكريّ وثقافيّ، ترسم المراسلات والأوراق والوثائق والصور، صورة مفصّلة ومشوّقة للحياة الثقافيّة والتعليميّة والنقابيّة لمدينة الناصرة.
يأخذ الكتاب متصفّحه في رحلة ممتعة إلى ماضي مدينة الناصرة كما وثّقته عدسة أبنائها، ويُعتبر وثيقة بصريّة وتاريخيّة نادرة عن المدينة وعن التصوير الفوتوغرافيّ المحليّ منذ الحقبتين العثمانيّة والبريطانيّة حتّى عام 1967. لم يتوقّف عمل المصورين المحليّين عند الأماكن الدينيّة والسياحيّة فحسب، إنمّا امتدّ نحو توثيق معالم المدينة ومحيطها ورصد الكثير من مظاهر الحياة اليوميّة والعادات الاجتماعيّة لأهلها، من خلال الصور التي يوثّقها هذا الكتاب.
يكشفنا هذا الكتاب الفريد، لأوّل مرّة، على العلاقات والاتصالات السرية التي أقامتها الوكالة اليهودية مع قيادات ونخب سورية في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939، إذ يعرّفنا على التاريخ الآخر لهذه العلاقات، معتمدًا على مصادر أوليّة، سعي الوكالة اليهودية لخلق مصالح مشتركة مع القيادات والنخب السورية، ويقف على الجهد الذي بذلته للتأثير فيهم وفي الرأي العام السوري والعربي من خلال المقالات الصهيونية في الصحف اللبنانية والسورية وشراء بعضها.
رواية لليافعين تسرد بأسلوب المذكّرات تفاصيل حقيقيّة ومشوّقة من طفولة ومراهقة شاعرة فلسطين فدوى طوقان وبداية كتابتها للشعر، حين كان عمرها 15 عامًا. تعرّفنا الرواية على البيئة التي نشأت فيها فدوى بمدينة نابلس، من مواسم وعادات وتقاليد، وعلى الصعوبات التي واجهتها، وعلى أفراد عائلتها القويّة وشخصيات أخرى ارتبطت بها.
رواية لليافعين تصف تجربة التعلّم في المدرسة النموذجية التي أنشأها المربي الفلسطيني خليل السكاكيني في القدس قبل النكبة، من خلال مذكرات وصوت طالب درس فيها.
بينما كان الكاتب المقدسيّ محمود شقير يقرأ كتاب الفنانة الفلسطينية التشكيلية تمام الأكحل “اليد ترى والقلب يرسم”، الذي يروي سيرتها الذاتيّة ومسيرتها الشخصيّة والفنيّة مع زوجها الفنان التشكيلي المعروف إسماعيل شمّوط، شدّته قصّة “حذاء إسماعيل ذي اللونين” التي سردتها الأكحل في الكتاب: حذاء منحته إدارة المدرسة التي كان إسماعيل يعمل فيها في مطلع شبابه معلمًا للرسم، بعد كارثة التشرد واللجوء عام 1948، وهو حذاء فردته اليمنى باللون أزرق أما فردته اليسرى فباللون الأبيض. كانت صورة ذلك الحذاء دافعًا لكتابة رواية للفتيان والفتيات عن هذين الفنانين الكبيرين، فراحت مشاهد رواية تتوالى، عبر السرد الساخر حينًا، المحزن حينًا آخر، لتكشف عن علاقة البشر بالأحذية، وعن علاقة الأحذية بالبشر، إذ توقّف شقير، بين الحين والآخر، عند العلاقة التي ربطت إسماعيل وتمام بفنانين وشعراء ورجال سياسة ونساء نابهين، ليذكّر بما قدمه الاثنان عبر فنهما الراقي لفلسطين ولشعبها، ولإبراز نجاحاتهما، لتكون حافزًا لجيل الفتيات والفتيان وكذلك الشابات والشباب للاحتذاء بسيرة إسماعيل وتمام ولتحقيق النجاحات ولتعزيز حب الوطن والتضحية في سبيله في كل الأوقات.
بيت من الوان
ينفض هذا الكتاب الغبار عن حقبة تأسيسية في تاريخ الفلسطينيين الذين بقوا في حيفا والجليل بعد النكبة (1948-1956). ويسمح هذا بسرد حكايات إنسانية وشخصية للمهمشين، مغايرة للروايات التاريخية النخبوية. فأسباب وحيثيات البقاء في فلسطين بعد سنة 1948 ظلت ضبابية قلما سلط المؤرخون الأضواء عليها. وهذه الدراسة تسلط الأضواء على بعض حالات “عدم الطرد” من الناصرة وأغلبية قرى ناحيتها، والقرى الدرزية وغيرها. ويشمل البحث حكايات من لم يطردوا، وآخرين اقتلعوا ثم عادوا إلى وطنهم. ويوثق لصراع البقاء وحيثياته منذ النكبة حتى حرب السويس ومذبحة كفر قاسم اعتماداً على منشورات ومخطوطات قلما عاينها الباحثون. وفي سبيل إسماع صوت المهمشين في شمال فلسطين حينذاك لا يهمل البحث الوثيقة الشفوية من خلال مقابلات أجريت مع من عايشوا الأحداث وكانوا شهود عيان عليها.
ينسج الكتاب، تاريخاً لا خطّيًا للفن الإسرائيلي، ناقلًا حركاته الرئيسة والتحولات المهمة فيه، ومتجولًا في معارضه البارزة ومدارسه المختلفة، عبر أزمنة متعددة، مفككًا روايات هذه الحركات، وكاشفاً عن مغالطاتها وزيف تمثيلها للمقاومة والمثالية.
حكاية مريم الإسطرلابية، عالمة الفلك من القرن العاشر، والتي عاصرت مجد مدينة حلب التي حكمها القائد والفارس العربي سيف الدولة الحمداني، واخترعت وطوّرت فيها آلة “الإسطرلاب المعقد” التي تُبنى عليها في وقتنا الحالي آلية عمل الـبوصلة والأقمار الصناعية. تسلّط القصّة الضوء، المكتوبة بلسان المتكلّم وبحسّ أدبي عميق، على أهم منجزات مريم العلمية والفلكية، والتي وضعت اسمها في مصاف الشخصيات التاريخية التي تركت بصمتها في تاريخ العلوم. الكتاب ذو إخراج جميل ورسومه مستوحاة من المخطوطات العربيّة القديمة.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك منشوراتنا
جميع الحقوق محفوظة لدار ليلى 2022