مجموعة شعرية جديدة للشاعر البحريني قاسم حداد، يواجه فيها مرايا التاريخ وشظاياه، والوطن عنده “تلك الجزيرة” صنيعة أحلامه، وشجيرة تعزف له الأغاني، وسؤال “ماذا يعني الموت؟” ومن أين تأتي ذكرى الحب؟ يطغى هاجس النسيان على قصائد قاسم حداد، الشاعر الرؤيوي، الذي ينحت في فضاء اللغة جماليات يصعب نسيانها، فهو كما النورس له من الماء الكبير درب طويل، ومن المدن أيام لا تمحى وتاريخ من الحسرات، ومن الحرية سجون ومناف لا حد لها، ومن الغابة حصة خشب قديم، ومن البحر أساطير وحكايات. لكن الشاعر لا يستسلم لأذى الماضي وجروح الذاكرة؛ فقد أنقذته الكتابة والدفاتر المحبرة من عثرات الطريق.
في “المنسيات” آلهة وبشر وملائكة وكتب تعاقبنا على سهونا؟ بينما لا يأبه الشاعر بما رسم على جدار الوجود من قصص ومرويات، إذ يخلق مرويته الخاصة، يعزف سيمفونيته، ويخاطب ذاته. النسيان صنو الموت في كل منسيات الآلهة، وضد النسيان كتب الشاعر قاسم حداد منسياته واقفا وسط العاصفة؛ رائيا، حرا، عاشقا كـ “جبل لا يميل” أو كما خط آخر سطر من الكتاب.
من قصائد المجموعة:
سنبكي دومًا
ولن يكترث الآخرون بنا
إننا أسف الأمس والبارحة
على لبن، ليس ينفعنا، في التراب
مثلنا،
نحن قلعة حرّة
ومن دون باب،
تلك قصّتنا الجارحة