من أهم كتب الطبيب والمفكّر التربويّ والنفسيّ النمساوي الشهير أدولف آدلر التي تُرجمت إلى العربيّة بترجمة قيّمة وسلسة. يجمع الكتاب بحوثًا شائقة تبعث على التفكير العميق والتأمّل المُجدي، يهدف إلى مساعدة القارئ على إدراك إمكاناته.
يُعتبر بمثابة مرشد إلى إتقان الحياة السعيدة المطمئنة. يدعو آدلر في الكتاب إلى ضرورة بذل الجهود المستمر لكي يعوّض الفرد ما يعهد في نفسه من عجز ونقص، حتّى يتيسّر له الاندماج الإيجابي في بيئة الاجتماعيّة.
ترك أدلر وراءه العديد من النظريات والممارسات التي أثرت كثيرًا في عالم الطب النفسي. تُعرف هذه المفاهيم اليوم باسم علم النفس الآدلرياني. ركّزت نظرياته على الشعور بالنقص، وكيف يحاول كل شخص التغلب على هذه المشاعر من خلال التعويض المفرط (محاولة جاهدة لتعويض ما ينقص). ادعى آدلر أن نمط حياة الفرد يصبح ثابتًا في سن الرابعة أو الخامسة، وشدّد على أهمية القوى الاجتماعية، أو بيئة الطفل، في تنمية السلوك.
يعتقد آدلر أنّ كل شخص يولد مع القدرة على التواصل مع الآخرين، كما إدراك أهمية المجتمع ككل بالنسبة للفرد. بصفته معالجًا، كان آدلر يركّز على الصحة النفسيّة للمريض، وليس على المرض فحسب. شجع أدلر على تحسين الذات من خلال تحديد الخطأ في حياة المرضى وتصحيحه. لقد اعتبر نفسه عاملاً مساعدًا، شخصًا يوجه المريض حتى يتمكن بنفسه من إجراء تغييرات لتحسين حالته.