يعالج هذا الكتاب، بشكل تفصيليّ ومنهجيّ، الدور الكارثيّ الذي أدّاه مشروع تقسيم فلسطين العربيّة خلال ثلاثينات وأربعينيّات القرن الماضي في سياسة كلّ من بريطانيا والولايات المتّحدة. كتبه المؤرّخ الكبير د. وليد الخالدي.
يثير الكتاب قضايا شائكة في تاريخ المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة وتاريخ أكاديميّيها وباحثيها المؤسّسين، حتى قبل قيام إسرائيل، وهو يفعل ذلك بمهنيّة عاليّة ودراسة بحثيّة معمّقة، ما يجعل قراءة هذا الكتاب أمراً ضرورياً لكلّ دارس ومهتمّ بتاريخ الصراع السياسيّ والثقافيّ بين إسرائيل والفلسطينيّين من جهة، ولكلّ دارس ومهتمّ بتاريخ تجذّر الصهيونيّة في فلسطين، على اختلاف توجّهاتها.
يكشف الكتاب الكثير من المعلومات والحيثيّات التي رافقت “عمليّات” نهب كبيرة أخرى ضلعت فيها المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، من أجل زيادة مخزونها من الكتب وترقية مكانتها العلميّة والبحثيّة، تمثلت بجلب أكبر كميّة ممكنة من الكنوز الثقافيّة اليهوديّة التي خلّفها يهود أوروبا المقتولين في المحرقة النازيّة؛ والاستيلاء بطرق ملتوية وجنائيّة على الكنوز الثقافيّة والدينيّة التي جلبها معهم يهود اليمن في هجرتهم إلى إسرائيل الفتيّة.
وتكشف حيثيات الكتاب على نحو جلي إستراتيجيات النهب وآليات إخفائه وكبته بل وتمويهه وتقديمه كعمل جليل منحاز للمعرفة، وتفكك هذه الإستراتيجيات عبر الكشف عن مصائر الثروة الثقافية المنهوبة، وتعرية ما تخفيه ذرائع النهب من استعلاء استشراقي فجّ يتجاهل الضحية ويقلل من جدارتها بما تمتلكه، مع إلقاء الضوء على الصراعات الداخليّة والخارجيّة التي رافقت عمليات النهب هذه، وهي صراعات تشهد بقوّة على تداخل البحث الأكاديميّ بالسياسة والحرب والقوّة.
يركز هذا البحث على مناهج هيكلة العقائد والمدارك الخاصة بالنكبة الفلسطينية في الوعي الجماعي الإسرائيلي كما تتكشف في الخطاب الإعلامي في إسرائيل. ويهدف إلى الوقوف على مدى الاعتراف الإسرائيلي بالنكبة الفلسطينية أو التنكر لها، ومدى قبول المسؤولية عن وقوعها. وتحمل أنماط الاعتراف بالنكبة، والتنكر لمجرد حدوثها أو المسؤولية عنها، ما قد يمكّننا من الإطلال على الشكل الذي يُنظر فيه إليها داخل الحيز العام الإسرائيلي، وعلى مدى كون النكبة وذاكرتها عنصرين مهمين في بلورة الأنماط السلوكية لدى الجمهور الإسرائيلي في السنين الأخيرة. ويتضح من نتائج البحث أن المعتقد الأبرز في الخطاب العام الإسرائيلي تجاه النكبة يكمن في الربط بين ثلاثة ادعاءات تراكمية هي: إنكار مجرد وقوعها؛ النظر إليها كبدعة مهددة هدفها نزع الشرعية عن إسرائيل؛ التنكر للمسؤولية عنها. ويطابق هذا المعتقد الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي لا يبدي استعداداً للتوصل إلى تسوية مع ذاكرة النكبة الفلسطينية، لا بل يرفض تأريخها.
كتاب موسوعيّ لتاريخ قرية الرامة، انطلق بالعمل عليه الكاتب الراحل د. أديب القاسم حسين قبل أكثر من أربعين عامًا، معتمدًا على أوراقه العائليّة والأرشيفات والمقابلات والمصادر الأوليّة، لتستكمل ابنته الكاتبة نسب أديب حسين مهمة والدها فيرى هذا الكتاب النور أخيرًا. حواريّة بحثيّة بين روح الأب وابنته، وسفر في ذاكرة المكان وإنسانه، ومسعى لسرد رواية جمعيّة حيّة لقرية الرامة.
سجّل مصوّر ونادر لمدينة بئر السبع من أواخر العهد العثمانيّ حتّى نهاية الانتداب البريطانيّ (1896-1848)، نجد فيه معلومات شاملة عن الموقع والمناخ والتضاريس، وعن النمو السكانيّ والتركيبة الاجتماعيّة، ونشوء مدينة بئر السبع ووظائفها الإداريّة والتعليميّة والزراعيّة والرعويّة والتجاريّة، وأبرز الأحداث في تاريخها، وأهمّ معالمها الأثريّة، ونتائج احتلالها عام 1948.
من خلال أوراق الخوري الأبّ سمعان نصّار، صاحب “المكتبة العصريّة” في الناصرة التي لم تكن مجرد متجر لبيع الكتب والمجلات بل ملتقى فكريّ وثقافيّ، ترسم المراسلات والأوراق والوثائق والصور، صورة مفصّلة ومشوّقة للحياة الثقافيّة والتعليميّة والنقابيّة لمدينة الناصرة.
يأخذ الكتاب متصفّحه في رحلة ممتعة إلى ماضي مدينة الناصرة كما وثّقته عدسة أبنائها، ويُعتبر وثيقة بصريّة وتاريخيّة نادرة عن المدينة وعن التصوير الفوتوغرافيّ المحليّ منذ الحقبتين العثمانيّة والبريطانيّة حتّى عام 1967. لم يتوقّف عمل المصورين المحليّين عند الأماكن الدينيّة والسياحيّة فحسب، إنمّا امتدّ نحو توثيق معالم المدينة ومحيطها ورصد الكثير من مظاهر الحياة اليوميّة والعادات الاجتماعيّة لأهلها، من خلال الصور التي يوثّقها هذا الكتاب.
نشأ جون كولترين كطفل فقير بكارولينا الشمالية، وأصبح أحد أعظم عازفي الجاز في التاريخ. موهبته وروحه التجريبية كتبا بداية عصر جديد للموسيقى. عزف كولترين وفرقته الرباعية موسيقى تجريبية عبّرت عن حالة جديدة. أحد أعظم أعمالهم ألبومات “My Favorite Things” و “A Love Supreme”. حياة كولترين ليست فقط قصة فنان عبقري، هي أيضًا قصة أحداث سياسية واجتماعية شكّلت وعي الفنان وجعلته أحد أكثر الموسيقيّين تأثيرًا.
ينسج الكتاب، تاريخاً لا خطّيًا للفن الإسرائيلي، ناقلًا حركاته الرئيسة والتحولات المهمة فيه، ومتجولًا في معارضه البارزة ومدارسه المختلفة، عبر أزمنة متعددة، مفككًا روايات هذه الحركات، وكاشفاً عن مغالطاتها وزيف تمثيلها للمقاومة والمثالية.
يقدّم هذا الكتاب رواية مغايرة لتاريخ مدينة القدس، متحرّرة من الخلفية الأسطورية المستمدة من التوراة من جهة، ومن الفرضيات المسبقة التي حكمت الدراسات الآثارية التي جعلت من الرواية التوراتية مرجعية تاريخية وجغرافية لها، وسعت لتغييب الهوية الفلسطينية العربية عن المكتشفات الآثارية في فلسطين. يعتمد مؤلّف الكتاب، الكاتِب وباحِث فلسطيني في التاريخِ القديمِ أحمد الدبش، على نتائج الحفريات الآثارية والمعلومات الأركيولوجية الحديثة.
عشية النكبة، كان المجتمع الفلسطيني في خضم عملية تمدْيُن؛ إذ كان بين 35% و40% من مجموع السكان العرب في فلسطين يعيشون في المدن، فتوسعت الأماكن الحضرية وكذلك المحتوى الحضري بصورة كبيرة، وأخذت الروابط والعلاقات الاجتماعية الجديدة في النمو والتشكل، جنبًا إلى جنب مع نمو ظواهر ثقافية لم تكن معروفة من قبل. وكان بعض المدن الفلسطينية الرئيسية، كالقدس ويافا وحيفا، الأكثر أهمية في هذا الإطار. من الناحية الديموغرافية، برزت عملية التحضُّر التي مرّت عبر مدينتيْ المرفأ، حيفا ويافا، بصورة خاصة ووصلت إلى أبعاد كبيرة، لا فيما يتعلق بالتطورات العمرانية في فلسطين التاريخية فحسب، بل أيضًا فيما يتعلق بالشرق الأوسط بأكمله.
هذا الكتاب هو دراسة تاريخيّة، واقتصاديّة، وديموغرافيّة، وعمرانيّة لمنطقة محدّدة من فلسطين خلال مرحلة حرجة من الحكم العثمانيّ، وقد ساهمت إصلاحات قانون التنظيمات العثمانيّة، بدرجة كبيرةٍ، في إحداث تبدّلات اجتماعيّة مهمّة في بنية المجتمع المحليّ، إذ زالت فئات اجتماعيّة، وحلّت محلّها فئات أخرى. كما ساهمت الإصلاحات في إحداث تبدّلات أساسيّة في النشاط الاقتصاديّ، بما في ذلك الزراعة، والصناعة، والتجارة، وتزامنت مع تعزيز العلاقات الاقتصاديّة بالغرب الأوروبيّ، وبدايات التغلغل الكولونياليّ في المنطقة.
تأليف: زهير غنايم، عبد اللطيف غنايم
هذا الكتاب دراسة اجتماعيّة وسياسيّة مفصّلة لمدينة صفد في عهد الانتداب. هذه المدينة التي كانت على مرّ التاريخ العاصمة الإداريّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة لمنطقة الجليل الأعلى، ولجزء من بلاد جبل عامل والجنوب اللبنانيّ. فضلًا عن كون هذا الكتاب يسدّ فراغًا كبيرًا في معرفة هذا الجزء من الوطن، فإنّه يمثّل محاولة جديدة ومختلفة لدراسة وفهم التاريخ الفلسطينيّ الحديث، من خلال التعامل مع البعديْن الاجتماعيّ والسياسيّ في آنٍ واحدٍ، ومن خلال دراسة التاريخ المحليّ بشكلٍ معمّقٍ، ومن ثم الربط بينه وبين التاريخ الفلسطينيّ عامّة. تتألّف الدراسة من أحد عشر فصلًا تتناول تطوّر المدينة والتحوّلات التي مرّت بها منذ فترة أواخر العهد العثمانيّ، ففترة الانتداب البريطانيّ، حتّى احتلالها في سنة 1948، وتغطّي بتوسّع كبير النشاط السياسيّ والعمل الوطنيّ بكلّ مراحله، والعلاقة بين صفد والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة عامّة، والدور الذي أدّته صفد وأبناؤها في هذه الحركة. كما تتناول بعمقٍ سير معركة صفد ونتائجها سنة 1948 لأوّل مرّة من خلال رواية عربيّة للأحداث ومقارنتها مع الرواية الصهيونيّة. يحتوي الكتاب على ملحقٍ غنيٍّ بالصور والوثائق.
يعرض الكاتب الفلسطينيّ، غسّان كنفاني، في الأقسام الثلاثة من هذه الدراسة التحليليّة – التي كانت أوّل دراسة معمّقة تظهر في المكتبة العربيّة عن هذا الموضوع المهمّ – الوضع الثقافيّ لعرب فلسطين المحتلّة، والأوضاع البالغة القسوة التي عاشها الأدب الفلسطينيّ المقاوم، منذ سنة 1948 حتى سنة 1968.
الكتاب هو كناية عن مذكّرات الفنّانة التشكيليّة الفلسطينيّة تمام الأكحل، ورحلتها الشخصيّة والفنيّة مع زوجها الفنّان الراحل إسماعيل شمّوط. أدّى الفنّانان دورًا تأسيسيًّا في الفنّ الفلسطينيّ الحديث، وصنعا أيقونة النكبة الفلسطينيّة. كما قامت تمام الأكحل وزوجها بدور سفراء للفنّ الفلسطينيّ في دول العالم، حيث عرضا لوحات تمثّل الجرح الفلسطينيّ، والألم الفلسطينيّ، والتاريخ الفلسطينيّ.
مذكّرات تمام الأكحل تقدّم شهادة نادرة عن زمن الخروج من النكبة وتأسيس رؤية فلسطينيّة، وتسجّل تاريخ الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ منذ بداياته، وحتّى اكتمال شبابه، وتشهد بالريشة واللون على عذابات الفلسطينيّين النازحين، ونضالات الشعب الفلسطينيّ.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك منشوراتنا
جميع الحقوق محفوظة لدار ليلى 2022