هذا الكتاب دراسة اجتماعيّة وسياسيّة مفصّلة لمدينة صفد في عهد الانتداب. هذه المدينة التي كانت على مرّ التاريخ العاصمة الإداريّة، والاقتصاديّة، والثقافيّة لمنطقة الجليل الأعلى، ولجزء من بلاد جبل عامل والجنوب اللبنانيّ. فضلًا عن كون هذا الكتاب يسدّ فراغًا كبيرًا في معرفة هذا الجزء من الوطن، فإنّه يمثّل محاولة جديدة ومختلفة لدراسة وفهم التاريخ الفلسطينيّ الحديث، من خلال التعامل مع البعديْن الاجتماعيّ والسياسيّ في آنٍ واحدٍ، ومن خلال دراسة التاريخ المحليّ بشكلٍ معمّقٍ، ومن ثم الربط بينه وبين التاريخ الفلسطينيّ عامّة. تتألّف الدراسة من أحد عشر فصلًا تتناول تطوّر المدينة والتحوّلات التي مرّت بها منذ فترة أواخر العهد العثمانيّ، ففترة الانتداب البريطانيّ، حتّى احتلالها في سنة 1948، وتغطّي بتوسّع كبير النشاط السياسيّ والعمل الوطنيّ بكلّ مراحله، والعلاقة بين صفد والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة عامّة، والدور الذي أدّته صفد وأبناؤها في هذه الحركة. كما تتناول بعمقٍ سير معركة صفد ونتائجها سنة 1948 لأوّل مرّة من خلال رواية عربيّة للأحداث ومقارنتها مع الرواية الصهيونيّة. يحتوي الكتاب على ملحقٍ غنيٍّ بالصور والوثائق.