تتسلّق السيدة غُرَيْرَة الجبل كلّ يوم جمعة. تعرف كلّ طرقه الخفية، وتعرف كلّ ثماره وطيوره. كما تعرف قمّة الجبل التي يجب بذل الكثير من الجهد من أجل الوصول إليها. في أحد أيام الجمعة ينضم إليها لولو، قطّ صغير وفضوليّ. تعلّم السيدة غريرة لولو، بصبر وهدوء، كلّ ما تعرفه عن الجبل والحياة، لأنّها تعرف أنّ لكلّ واحدة منّا قمّة يُريد أن يصل إليها، ولكلّ واحد منّا أيضًا طريق يشقّها بنفسه، على أمل أن يمشي عليها الآخرون بعده.
قراءة سوسيولوجية، نفسية، ناقدة، وانتمائية في نفس الوقت، لتاريخ النخب الفلسطينية، تعرض البنى الاجتماعية الفلسطينية منذ العهد العثماني وصولاً إلى العولمة، وتحديداً الصراعات الشخصانية لرجالات تلك الحقبات. يناقش الكتاب قضايا لها شأن في صياغة الوعي التاريخي والهوية التاريخية للفلسطينيين، مثل دور النخب في الحياة الاجتماعية والسياسية، وتداعيات اللجوء ودوره في تشكيل نخب جديدة، ويتجرّأ الكتاب على إعادة النظر فيها.
قصّة جميلة عن الفطام من الحفاظ، في الوقت المناسب.
يوجز هذا الكتاب تاريخ فلسطين والنضال الفلسطينيّ خلال النصف الأوّل من القرن العشرين، مقدّمًا لمحة جغرافيّة وتاريخيّة عامّة، ثمّ يتطرّق لكلّ المراحل ويتوقّف عندها، منذ ما قبل الحرب العالميّة الأولى مرورًا بالاحتلال البريطاني والثورة الكبرى وصولًا للنكبة عام 1948. هذا الكتاب هو “ثمرة جهد حثيث متواصل استغرق ما ينيف عن خمس سنوات لرصد تاريخ فلسطين الحديث، ونضال شعبها المكافح، من خلال البحث في الوثائق البريطانية السرية والوثائق الصهيونية والمصادر العربية الأولية، أي المصادر والمراجع الأساسية التي لم يُتح للمؤرخين الدارسين الاستفادة منها”.
يجمع الكتاب 56 مقابلة أجرتها مجلة الغد الجديد مع شخصيّات ثقافيّة وسياسيّة وأكاديميّة وقياديّة بارزة في الداخل، على مدار عقد ونيّف (من 2010 حتّى 2022)، لتقدّم معًا مرجعًا متنوّعًا لمختلف القضايا في تلك السنوات، التي اختار محرّرا الكتاب (والمجلة) تسميتها بالعقد الضائع “لأننا نقرأ في هذه السنوات ضياعًا وتشتّتًا وتشرذمًا للكثير من الجهود”.
يعدّ هذا الكتاب المبحث الوحيد من نوعه حول السينما الفلسطينية في أي لغة كانت. عبر صفحات الكتاب، الذي كتب مقدّمته المفكّر إدوارد سعيد، يناقش مخرجون ونقاد وباحثون الأهمية الاجتماعية والفنية الاستثنائية للسينما الفلسطينية.
الكتاب المساهمون: آن ماري جاسر / جوزيف مسعد / ميشيل خليفي / بشير أبو منّة / حميد نفيسي / نزار حسن / عمر القطّان
بينما كان الكاتب المقدسيّ محمود شقير يقرأ كتاب الفنانة الفلسطينية التشكيلية تمام الأكحل “اليد ترى والقلب يرسم”، الذي يروي سيرتها الذاتيّة ومسيرتها الشخصيّة والفنيّة مع زوجها الفنان التشكيلي المعروف إسماعيل شمّوط، شدّته قصّة “حذاء إسماعيل ذي اللونين” التي سردتها الأكحل في الكتاب: حذاء منحته إدارة المدرسة التي كان إسماعيل يعمل فيها في مطلع شبابه معلمًا للرسم، بعد كارثة التشرد واللجوء عام 1948، وهو حذاء فردته اليمنى باللون أزرق أما فردته اليسرى فباللون الأبيض. كانت صورة ذلك الحذاء دافعًا لكتابة رواية للفتيان والفتيات عن هذين الفنانين الكبيرين، فراحت مشاهد رواية تتوالى، عبر السرد الساخر حينًا، المحزن حينًا آخر، لتكشف عن علاقة البشر بالأحذية، وعن علاقة الأحذية بالبشر، إذ توقّف شقير، بين الحين والآخر، عند العلاقة التي ربطت إسماعيل وتمام بفنانين وشعراء ورجال سياسة ونساء نابهين، ليذكّر بما قدمه الاثنان عبر فنهما الراقي لفلسطين ولشعبها، ولإبراز نجاحاتهما، لتكون حافزًا لجيل الفتيات والفتيان وكذلك الشابات والشباب للاحتذاء بسيرة إسماعيل وتمام ولتحقيق النجاحات ولتعزيز حب الوطن والتضحية في سبيله في كل الأوقات.
بيت من الوان
تعرض هذا الدراسة وتحلّل الممارسات القانونية والسياسية والإدارية التي تمكن الجمعيات الاستيطانية والمؤسسات الرسمية الإسرائيلية والتشابك في ما بينها من الاستيطان في قلب الأحياء الفلسطينية، ودراسة أبعاد ذلك الاستيطان فعليًا على واقع تلك الأحياء وعلى واقع القدس. يكشف الكتاب صورة شمولية ويقدّم فهمًا أعمق للديناميكيّات الجارية من خلال الاستيطان في قلب الأحياء الفلسطينية في القدس، ويطرح في الوقت ذاته منهجية جديدة لدراسة السياسات والممارسات الإسرائيلية في القدس بشكل خاص، وفي الدراسات الفلسطينية بشكل عام.
ينفض هذا الكتاب الغبار عن حقبة تأسيسية في تاريخ الفلسطينيين الذين بقوا في حيفا والجليل بعد النكبة (1948-1956). ويسمح هذا بسرد حكايات إنسانية وشخصية للمهمشين، مغايرة للروايات التاريخية النخبوية. فأسباب وحيثيات البقاء في فلسطين بعد سنة 1948 ظلت ضبابية قلما سلط المؤرخون الأضواء عليها. وهذه الدراسة تسلط الأضواء على بعض حالات “عدم الطرد” من الناصرة وأغلبية قرى ناحيتها، والقرى الدرزية وغيرها. ويشمل البحث حكايات من لم يطردوا، وآخرين اقتلعوا ثم عادوا إلى وطنهم. ويوثق لصراع البقاء وحيثياته منذ النكبة حتى حرب السويس ومذبحة كفر قاسم اعتماداً على منشورات ومخطوطات قلما عاينها الباحثون. وفي سبيل إسماع صوت المهمشين في شمال فلسطين حينذاك لا يهمل البحث الوثيقة الشفوية من خلال مقابلات أجريت مع من عايشوا الأحداث وكانوا شهود عيان عليها.
ينسج الكتاب، تاريخاً لا خطّيًا للفن الإسرائيلي، ناقلًا حركاته الرئيسة والتحولات المهمة فيه، ومتجولًا في معارضه البارزة ومدارسه المختلفة، عبر أزمنة متعددة، مفككًا روايات هذه الحركات، وكاشفاً عن مغالطاتها وزيف تمثيلها للمقاومة والمثالية.
كتاب “مختارات من الأدب العبري المؤسس (1890-1948)”، يقع في 386 صفحة، موزعة زمنيًا وجغرافيًا، بما يضيء على أسئلة هوياتية واجتماعية متوترة في أوساط اليهود، ويشهد على تفاعلات سياسية حاسمة، تطورت إلى مشروع “إحياء قومي” بمواصفات كولونيالية، قاد الهجرات الاستيطانية إلى فلسطين، وتحول إلى ناظم لطبيعة العلاقة معها ومع أصحابها الأصليين.
الكتاب الأخير من الثلاثية (أولها “اختراع الشعب اليهودي” وثانيها “اختراع أرض إسرائيل”) التي يعرض من خلالها المؤلف شلومو ساند إعادة نظر جذرية في عدّة مسلمات صهيونية صنميّة بواسطة إخضاعها إلى محاكمة تاريخية صارمة. يرمي هذا الكتاب أساسًا إلى دحض مفهوم اليهودية العلمانية الذي كرّسته الصهيونية، إلى جانب تفنيد مفهوم الانتماء الإثني الواحد لليهود.
يشكل الكتاب محاولة فكرية وسياسية جادة ومهمة لصياغة أسس جديدة لفهم الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تمثل في جوهرها وخلاصتها تحديا فكريا لأنموذج حل الدولتين. يسهم الكتاب في تفكيك أسطورة اليوتوبيا ما قبل العام 1967، ويزعزع مكانة “الخط الأخضر” الفاصل في خطاب اليسار الإسرائيلي بين زمنين مفتعلين. وفي هذا السياق يسعى شنهاف إلى استكشاف آفاق جديدة لتسوية الصراع في فلسطين وعليها انطلاقا مما حدث في العام 1948. “أسطورة” الخط الأخضر “ليست نتاج ذاكرة مشوشة، بل صياغة أيديولوجية تعوزها البراءة لواقع يراد لها أن تسهم في طمس ملامحه.
على الرغم من حقيقة أن الكتاب موجّه في الأساس إلى جمهور إسرائيلي، ويشكل جزءًا من سجالات الحقل الثقافي الإسرائيلي بشأن هوية الدولة والمجتمع، إلا أن تشابك واشتباك الوجود الديمغرافي والاقتصادي والاجتماعي للفلسطينيين والإسرائيليين يجعل من الفلسطينيين طرفا رئيسًا في هذه السجالات، ومن هنا يكتسب الكتاب أهمية خاصة بالنسبة للقارئ الفلسطيني والعربي بشكل عام.
يقدّم الكتاب قراءة مختلفة لتجربة الفلسطينيين في إسرائيل ترتكز إلى رصد الأجيال الفلسطينية المختلفة وكيفية تعاطيها مع الدولة التي قامت على أنقاض مجتمعها، وكيفية مقاومتها، وما تعرضت له هذه الأجيال من صدمات وتغييرات تركت بصماتها على السلوك السياسي والاجتماعي عامة.
اتبع الفلسطينيون وفق الكتاب تقنيات دفاع مختلفة ابتداء من محاولة الحفاظ على البقاء في ظل ظروف غير عادية، مروراً بمحاولة تحسين شروط البقاء، ووصولاً إلى تطوير خطاب ناضج مرتكز إلى ثقة عالية بالنفس، وقادر على التعامل بندية مع سلوك الدولة العنصري.
يعتبر هذا الكتاب طليعيا في ما يختص بدرس جوهر كينونة اليهود الذين يسمون وفق القاموس الصهيوني بـ”المزراحييم” (الشرقيين) ويعتبرهم الكاتب يهودًا عربًا أولا ودائما.
ويعبر توظيف شنهاف لمصطلح اليهود العرب عن اعتراض أساس إزاء ما كرسه الخطاب الصهيوني وما يزال من تضاد بين العرب واليهود عموما، ويعلن عن مقاربة مختلفة تفكك هذا الخطاب، وتضعه في السياق الكولونيالي للحركة الصهيونية، وتكشف عن مساجلات أرشيفية جديدة تظهر النظرة الاستشراقية التي اتسمت بها النخب الصهيونية تجاه هؤلاء اليهود العرب.
ولا يكتفي كتاب شنهاف بسرد قصة جديدة حول العلاقات القائمة بين الفئات الاجتماعية أو تاريخ بناء هذه العلاقات، وإنما يوظف التاريخ أيضًا للنظر تحت سطح الصهيونية نفسها.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك منشوراتنا
جميع الحقوق محفوظة لدار ليلى 2022