يشمل هذا الكتاب الفريد مذكّرات وسيرة المحامي حنّا نقّارة، أحد أبرز المحامين الفلسطينيّين المخضرمين الذين عايشوا القضيّة الفلسطينيّة منذ الانتداب، مرورًا بالنكبة وما بعدها. كما يتضمّن الكتاب خطابات نقّارة، ومسحًا لأعماله ونشاطاته السياسيّة والإنسانيّة ودوره في معركة الدفاع عن الأرض وعن حقوق الفلسطينيّين في الداخل.
قراءة تاريخيّة جديدة وجادّة في أحوال الإدارة العثمانيّة والمجتمع المحليّ في لواء القدس في أوائل القرن التاسع عشر (1799-1831). وقد شهدت تلك الفترة أحداثًا على جانب كبير من الأهميّة، أوّلها الحملة الفرنسيّة التي قادها نابليون بونابرت من مصر إلى فلسطين سنة 1799، وآخرها حملة إبراهيم باشا، ابن محمد علي حاكم مصر. وتلقي هذه الدراسة الأضواء على بنية المجتمع في القدس ونواحيها وعلاقات النخب المحليّة بالإدارة العثمانيّة المركزيّة، ودورها المهم في الإدارة المحليّة للمنطقة. وهذا الدور للسكان العرب في حكم أنفسهم خلال تلك الفترة يسمح بإطلاق صفة الحكم الذاتيّ للأهالي، وخصوصًا في المناطق الجبليّة، مثل ألوية نابلس والقدس والخليل. وهذا الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه قُدّمت إلى الجامعة العبرية سنة 1986، وتمّت ترجمتها وإعادة صوغها لتُنشر باللغة العربيّة.
يستعرض الكتاب قرارات المحكمة في القضايا المتعلّقة بالمساس بحقوق الفلسطينيّين، ويرسم صورة شاملة لكيفيّة إسباغها الشرعيّة القانونيّة على الأنشطة العسكريّة التي تقوم بها قوّة احتلال، وعلى الأسلوب الذي استخدمته من الناحية القضائيّة لتبرير استمراره، حيث يورد معلومات مفصّلة عن قرارات الحكم التي أصدرها القضاة أنفسهم، وكما تمّ تسويغها، من خلال وصف الوقائع وتحليل الوضع القضائيّ بمنظور القضاة ومن وجهة نظرهم.
بحسِّه السّاخر يفتحُ الشاعر حقيبته في وجهِ العالم، غير مبالٍ بأحد، حتّى بنفسه التي يُعرّيها من كلِّ شيء إلا من صدقها في اللحظة الراهنة وسط الخراب. في هذه الحلقة المفرغة بين الوطن الحقيقي، والوطن المحتلّ، بين حياةٍ نعيشها على مضض، وأخرى نَنغمِسُ فيها بلا رجعة.
يعالج هذا الكتاب، بشكل تفصيليّ ومنهجيّ، الدور الكارثيّ الذي أدّاه مشروع تقسيم فلسطين العربيّة خلال ثلاثينات وأربعينيّات القرن الماضي في سياسة كلّ من بريطانيا والولايات المتّحدة. كتبه المؤرّخ الكبير د. وليد الخالدي.
يثير الكتاب قضايا شائكة في تاريخ المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة وتاريخ أكاديميّيها وباحثيها المؤسّسين، حتى قبل قيام إسرائيل، وهو يفعل ذلك بمهنيّة عاليّة ودراسة بحثيّة معمّقة، ما يجعل قراءة هذا الكتاب أمراً ضرورياً لكلّ دارس ومهتمّ بتاريخ الصراع السياسيّ والثقافيّ بين إسرائيل والفلسطينيّين من جهة، ولكلّ دارس ومهتمّ بتاريخ تجذّر الصهيونيّة في فلسطين، على اختلاف توجّهاتها.
يكشف الكتاب الكثير من المعلومات والحيثيّات التي رافقت “عمليّات” نهب كبيرة أخرى ضلعت فيها المكتبة الوطنيّة الإسرائيليّة، من أجل زيادة مخزونها من الكتب وترقية مكانتها العلميّة والبحثيّة، تمثلت بجلب أكبر كميّة ممكنة من الكنوز الثقافيّة اليهوديّة التي خلّفها يهود أوروبا المقتولين في المحرقة النازيّة؛ والاستيلاء بطرق ملتوية وجنائيّة على الكنوز الثقافيّة والدينيّة التي جلبها معهم يهود اليمن في هجرتهم إلى إسرائيل الفتيّة.
وتكشف حيثيات الكتاب على نحو جلي إستراتيجيات النهب وآليات إخفائه وكبته بل وتمويهه وتقديمه كعمل جليل منحاز للمعرفة، وتفكك هذه الإستراتيجيات عبر الكشف عن مصائر الثروة الثقافية المنهوبة، وتعرية ما تخفيه ذرائع النهب من استعلاء استشراقي فجّ يتجاهل الضحية ويقلل من جدارتها بما تمتلكه، مع إلقاء الضوء على الصراعات الداخليّة والخارجيّة التي رافقت عمليات النهب هذه، وهي صراعات تشهد بقوّة على تداخل البحث الأكاديميّ بالسياسة والحرب والقوّة.
يركز هذا البحث على مناهج هيكلة العقائد والمدارك الخاصة بالنكبة الفلسطينية في الوعي الجماعي الإسرائيلي كما تتكشف في الخطاب الإعلامي في إسرائيل. ويهدف إلى الوقوف على مدى الاعتراف الإسرائيلي بالنكبة الفلسطينية أو التنكر لها، ومدى قبول المسؤولية عن وقوعها. وتحمل أنماط الاعتراف بالنكبة، والتنكر لمجرد حدوثها أو المسؤولية عنها، ما قد يمكّننا من الإطلال على الشكل الذي يُنظر فيه إليها داخل الحيز العام الإسرائيلي، وعلى مدى كون النكبة وذاكرتها عنصرين مهمين في بلورة الأنماط السلوكية لدى الجمهور الإسرائيلي في السنين الأخيرة. ويتضح من نتائج البحث أن المعتقد الأبرز في الخطاب العام الإسرائيلي تجاه النكبة يكمن في الربط بين ثلاثة ادعاءات تراكمية هي: إنكار مجرد وقوعها؛ النظر إليها كبدعة مهددة هدفها نزع الشرعية عن إسرائيل؛ التنكر للمسؤولية عنها. ويطابق هذا المعتقد الموقف الرسمي الإسرائيلي الذي لا يبدي استعداداً للتوصل إلى تسوية مع ذاكرة النكبة الفلسطينية، لا بل يرفض تأريخها.
كتاب موسوعيّ لتاريخ قرية الرامة، انطلق بالعمل عليه الكاتب الراحل د. أديب القاسم حسين قبل أكثر من أربعين عامًا، معتمدًا على أوراقه العائليّة والأرشيفات والمقابلات والمصادر الأوليّة، لتستكمل ابنته الكاتبة نسب أديب حسين مهمة والدها فيرى هذا الكتاب النور أخيرًا. حواريّة بحثيّة بين روح الأب وابنته، وسفر في ذاكرة المكان وإنسانه، ومسعى لسرد رواية جمعيّة حيّة لقرية الرامة.
سجّل مصوّر ونادر لمدينة بئر السبع من أواخر العهد العثمانيّ حتّى نهاية الانتداب البريطانيّ (1896-1848)، نجد فيه معلومات شاملة عن الموقع والمناخ والتضاريس، وعن النمو السكانيّ والتركيبة الاجتماعيّة، ونشوء مدينة بئر السبع ووظائفها الإداريّة والتعليميّة والزراعيّة والرعويّة والتجاريّة، وأبرز الأحداث في تاريخها، وأهمّ معالمها الأثريّة، ونتائج احتلالها عام 1948.
من خلال أوراق الخوري الأبّ سمعان نصّار، صاحب “المكتبة العصريّة” في الناصرة التي لم تكن مجرد متجر لبيع الكتب والمجلات بل ملتقى فكريّ وثقافيّ، ترسم المراسلات والأوراق والوثائق والصور، صورة مفصّلة ومشوّقة للحياة الثقافيّة والتعليميّة والنقابيّة لمدينة الناصرة.
يأخذ الكتاب متصفّحه في رحلة ممتعة إلى ماضي مدينة الناصرة كما وثّقته عدسة أبنائها، ويُعتبر وثيقة بصريّة وتاريخيّة نادرة عن المدينة وعن التصوير الفوتوغرافيّ المحليّ منذ الحقبتين العثمانيّة والبريطانيّة حتّى عام 1967. لم يتوقّف عمل المصورين المحليّين عند الأماكن الدينيّة والسياحيّة فحسب، إنمّا امتدّ نحو توثيق معالم المدينة ومحيطها ورصد الكثير من مظاهر الحياة اليوميّة والعادات الاجتماعيّة لأهلها، من خلال الصور التي يوثّقها هذا الكتاب.
يقدّم الكتاب الواقع في 280 صفحة، أوّل سيرة اجتماعيّة حول حياة الشاعر والمناضل والقائد الفلسطينيّ توفيق زيّاد (1929-1994)، منذ نشأته بفلسطين في ظل الانتداب البريطانيّ، وصولًا إلى نضاله داخل صفوف الحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ بعد نكبة 1948، وبداية صعوده كشاعر ثوريّ في ستينيّات القرن العشرين الفائت، ضمن جيل شعراء شارك في تشكيل هويّة الفلسطينيّين الوطنيّة، والتعبير السياسيّ عنهم.
النص الأخير الذي كتبه القيادي جورج حبش في سلسلة كتاباته، السياسية والفكرية، يعرض فيه للقارئ أفكاره وآراءه حيال مواقف وقضايا وأحداث سياسية واجتماعية عدّة، ويكتفي بالحديث كشاهدٍ على عصره فقط، بل يسعى لأن يقّدم نقدًا وقراءةً واسعة لكلّ حقبة عايشها، وكلّ مكان أو مجتمعٍ عاش فيه كذلك؛ فلسطين ولبنان والأردن وسوريا.
“هذه المذكرات التي بين أيديكم هي استعادة لشريط الذكريات حيث أسترسل الحكيم في سرد الأحداث التاريخية التي خاض غمارها وأبحر وسط أمواجها المتلاطمة، فكتبها بكل تفاصيلها بأسلوب مشوق و بشغف بالغ”- هيلدا حبش
يقدّم هذا الكتاب رواية مغايرة لتاريخ مدينة القدس، متحرّرة من الخلفية الأسطورية المستمدة من التوراة من جهة، ومن الفرضيات المسبقة التي حكمت الدراسات الآثارية التي جعلت من الرواية التوراتية مرجعية تاريخية وجغرافية لها، وسعت لتغييب الهوية الفلسطينية العربية عن المكتشفات الآثارية في فلسطين. يعتمد مؤلّف الكتاب، الكاتِب وباحِث فلسطيني في التاريخِ القديمِ أحمد الدبش، على نتائج الحفريات الآثارية والمعلومات الأركيولوجية الحديثة.
عشية النكبة، كان المجتمع الفلسطيني في خضم عملية تمدْيُن؛ إذ كان بين 35% و40% من مجموع السكان العرب في فلسطين يعيشون في المدن، فتوسعت الأماكن الحضرية وكذلك المحتوى الحضري بصورة كبيرة، وأخذت الروابط والعلاقات الاجتماعية الجديدة في النمو والتشكل، جنبًا إلى جنب مع نمو ظواهر ثقافية لم تكن معروفة من قبل. وكان بعض المدن الفلسطينية الرئيسية، كالقدس ويافا وحيفا، الأكثر أهمية في هذا الإطار. من الناحية الديموغرافية، برزت عملية التحضُّر التي مرّت عبر مدينتيْ المرفأ، حيفا ويافا، بصورة خاصة ووصلت إلى أبعاد كبيرة، لا فيما يتعلق بالتطورات العمرانية في فلسطين التاريخية فحسب، بل أيضًا فيما يتعلق بالشرق الأوسط بأكمله.
ادخل بريدك الالكتروني لتصلك منشوراتنا
جميع الحقوق محفوظة لدار ليلى 2022