حكاية رحلة مدهشة لبعثة علميّة دنماركيّة إلى بلاد العربيّة السعيدة- الممتدة من اليمن جنوبًا حتّى جنوب سوريا- من سنة 1761-1767، خلال أوقات عصيبة مرّت على مملكة الدنمارك. لم يعد من تلك البعثة سوى العالِم كارستِن نيبور، الذي وضع خرائط لدلتا النيل وللطرق التي سلكتها البعثة، ولليمن والقدس، كما وضع قياسات دقيقة للأهرامات ونسخ النقوش المسماريّة في بلاد فارس، التي ساعدت في فكّ أسرار الحضارات القديمة. عند عودته للدنمارك الغارقة في فوضى ملك فاسد، اختار العزلة في منطقة بعيدة عن العاصمة، وقد سيطّر عليه هاجس نشر يوميات ورسومات وأعمال زملائه الراحلين، واسترجاع الشرق الذي عشق. لكنّ نيبور أيضًا قد طواه النسيان، إلّا أن جاء الكاتب توركِل هانسن بعد 200 عام تقريبًا من البعثة، أي في عام 1962 لينشر رواية تسلّط الضوء من جديد على نيبور والبعثة، ويقدّم عملًا أدبيًا يصف المشرق آنذاك بتفاصيله الصغيرة، كما يكشف عن خبايا الطبيعة البشريّة أمام القدر.